هل التصميم المعماري يؤثر على جودة الحياة؟؟؟

إضاءة على العلاقة الوثيقة بين التصميم المعماري ونوعية الحياة وكيف يؤثر كل عنصر في التصميم على صحتنا النفسية والجسدية وإنتاجيتنا وحتى علاقاتنا الاجتماعية وكيف يمكننا الاستفادة من هذا التأثير لخلق بيئات أكثر صحة وسعادة

Construct vision team

11/29/20242 دقيقة قراءة

المقدمة:

هل شعرت يوماً بالراحة والاسترخاء في بعض الأماكن، بينما تشعر بالضيق والتوتر في أماكن أخرى دون أن تدرك السبب؟

هل تساءلت يومًا كيف يمكن لتصاميمك -سواء كنت تصمم منزلاً أو تخطط لمدينةً- التأثير على الحالة النفسية أو الإنتاجية اليومية للأفراد؟ وكيف يمكن للتصميم المعماري أن يحول الحياة اليومية إلى تجربة أكثر إيجابية وإلهامًا؟

إن البيئة المحيطة بنا، سواء كانت منزلنا، مكتبنا، أو حتى المدينة التي نعيش فيها، تلعب دوراً هاماً في تحديد جودة حياتنا، فالتصميم المعماري ليس مجرد بناء جدران وأسقف، إنه فن خلق مساحات تعكس هويتنا وتلبي احتياجاتنا، في هذا المقال، سنتعرف على العلاقة الوثيقة بين التصميم المعماري ونوعية الحياة، وكيف يؤثر كل عنصر في التصميم على صحتنا النفسية والجسدية، وإنتاجيتنا، وحتى علاقاتنا الاجتماعية، وكيف يمكننا الاستفادة من هذا التأثير لخلق بيئات أكثر صحة وسعادة.

أولاً: الصحة النفسية والجسدية:

الألوان: للألوان تأثير قوي على نفسيتنا، فالألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي تزيد من الطاقة والنشاط، بينما الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر تبعث على الهدوء والاسترخاء......وهكذا.

كما أن الألوان الفاتحة قد تحسن من إحساس الأشخاص داخل الفراغات الصغيرة والضيقة وتعطي إحساس بالسعة، والعكس تماماً في حال كون الفراغات واسعة وعريضة فإن الألوان الداكنة تعطي احساساً أفضل، ومجال الألوان مجال واسع أجريت حوله دراسات واحصائيات كثيرة تتعلق بانعكاس كل لون على الحالة النفسية وتحسين الاحساس بالفراغات والارتفاعات، كما أن لها علاقة هامة في إعطاء رسائل نفسية لمستخدمي الفراغات مثل التنبيه أو إيقاظ الذكرة أو إعطاء الشعور بالخطر.......الخ.

المساحات المفتوحة: الشعور بالاتساع والتهوية الجيدة في المساحات المفتوحة يقلل من التوتر والقلق ويعزز الشعور بالراحة والسعادة، وقد أظهرت دراسات أن المرضى في المستشفيات التي تحتوي على نوافذ كبيرة ومساحات خضراء يتعافون بشكل أسرع ويعانون أقل من الاكتئاب.

الإضاءة الطبيعية: تحسن المزاج فالضوء الطبيعي ينظم الساعة البيولوجية للجسم، وإن دخول أشعة الشمس بشكل كاف يساعد في إنتاج فيتامين د الضروري لصحة العظام والوقاية من الأمراض، وقد أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يعملون في مكاتب ذات إضاءة طبيعية كافية يعانون من مشاكل أقل في النوم ويحصلون على قسط كافٍ من الراحة.

التهوية الجيدة: إن الهواء النقي يحسن وظائف الرئة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما يزيد من التركيز واليقظة ويحسن الأداء الإدراكي.

ثانياً: الإنتاجية والتركيز:

التصميم الداخلي الذكي: إن ترتيب المساحات وترتيب الأثاث بشكل منطقي وواضح يقلل من التشتت ويزيد من الكفاءة، وكذلك الحال في أثاث العمل فإن اختيار أثاث مريح ووظيفي يساعد على الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة ويقلل من التعب، وقد أظهرت دراسات أن الموظفين الذين يعملون في مكاتب مصممة بشكل جيد يكونون أكثر إنتاجية بنسبة 20% وأقل عرضة للإصابة بالإجهاد.

تخصيص المساحات: تخصيص مساحات مختلفة لأنشطة مختلفة (العمل، الاسترخاء، الاجتماعات) يزيد من الكفاءة ويقلل من التشتت.

التخزين: توفير مساحات تخزين كافية يساعد على تنظيم العمل والعثور على الأشياء بسهولة، وكثيراً ما لا يعطى هذا الأمر الاهتمام الكافي فتكون مساحات التخزين أقل من حاجة الوظائف المعمارية المصممة، مما يسبب الفوضى والعشوائية في استخدام الفراغات.

المساحات المنعزلة في أماكن العمل: تعزز التركيز والإنتاجية، خاصة للمهام التي تتطلب التفكير العميق والإبداع، كما أنها توفر بيئة أكثر هدوءًا وخصوصية، مما قد يحسن الرضا الوظيفي، بينما المكاتب المفتوحة تشجع على التعاون والتواصل بين الموظفين، وقد تكون مناسبة للمهام التي تتطلب العمل الجماعي وحل المشكلات بشكل تعاوني، ومع ذلك، قد تؤدي إلى زيادة التشتت وتقليل التركيز، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى بيئة هادئة للعمل.

تقول بعض الدراسات أن الموظفين الذين يعملون في مساحات منعزلة يكونون أكثر إنتاجية بنسبة 15% إلى 20% مقارنة بزملائهم الذين يعملون في مكاتب مفتوحة، كما تشير إلى أن الموظفين الذين يعملون في مساحات منعزلة يكونون أكثر رضا عن وظائفهم وأقل عرضة للإجهاد. في حين أن الموظفين الذين يعملون في مكاتب مفتوحة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا والزكام، وذلك بسبب زيادة التعرض للمرضى، إضافة إلى أن المكاتب المفتوحة تشجع على التواصل غير الرسمي، وتعيق التواصل الفعال والعميق، وبالتالي يجب أن يتناسب تصميم المكتب مع ثقافة الشركة وأهدافها. وأحياناً يمكن الجمع بين المكاتب المفتوحة والمساحات المنعزلة لتلبية احتياجات مختلف الموظفين، وذلك لأنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع.

ثالثاً: البيئة الاجتماعية والعلاقات:

التصميم الذي يشجع التفاعل الاجتماعي (المساحات المشتركة):

للتصميم المعماري دور كبير في تعزيز التفاعل الاجتماعي من خلال خلق مساحات تدعو للتجمع والتواصل من جهة، وتقلل من الانعزالية والفردية، فالمساحات المشتركة مثلاً داخل المنازل أو في الأماكن العامة أو في الوحدات السكنية تعزز العلاقات بين الأفراد، وتخلق بيئة ودية ومريحة، وإن اجتهاد المعماري في ابتكار الحلول لإيجاد هذه الفراغات وتوجيه استخدامها بطريقة جماعية فعالة من شأنه أن يقوي فكرة النشاط المشترك للعائلة أو سكان المبنى الواحد نذكر أمثلة على ذلك:

الفراغات المفتوحة: المساحات المفتوحة في المنازل (مثل غرفة المعيشة المتصلة بالمطبخ) تُسهل على أفراد العائلة التفاعل أثناء قيامهم بأنشطة مختلفة.

أماكن التجمع الوظيفية: تصميم مناطق جلوس مريحة حول مدفأة أو في زاوية هادئة يُحفز التجمعات العائلية أو اجتماعات الأصدقاء، أو قد يكون الهدف تجميع موظفي المؤسسة الواحدة في فترة الاستراحة في مكان واحد وتوجيههم للقيام بأنشطة جماعية مفيدة مشتركة مما يحسن العلاقات ويوجهها نحو النفع العام والتعاون الفعال.

الفراغات العامة في الأبنية السكنية: الحدائق المشتركة، الصالات الرياضية، أو غرف الاجتماعات في المجمعات السكنية تُشجع على بناء علاقات جديدة بين الجيران.

الأثاث المصمم للتفاعل: مثل طاولات الطعام الكبيرة، أو الأرائك المصممة بحيث تشجع الجلوس في دائرة.

ان مثل هذه الأفكار تعزز الشعور بالانتماء والروابط الاجتماعية، ويقلل من العزلة الاجتماعية، خاصة في المدن الكبيرة، بالإضافة إلى مفهوم هام جداً وهو البيئة الشاملة التي تمكن كافة الأفراد بكل فئاتهم العمرية وقدراتهم البدنية بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة من ممارسة أنشطتهم بحرية وسهولة وعدالة.

رابعاً: العزل الصوتي يقلل التوتر ويحسن العلاقات داخل المنزل:

إن الضوضاء الزائدة داخل المنزل يمكن أن تسبب التوتر بين أفراد العائلة وتعيق التركيز، مما قد يؤثر على العلاقات بشكل سلبي، عندما يأخذ التصميم المعماري الجيد العزل الصوتي الفعال بعين الاعتبار فإن ذلك يوفر بيئة هادئة ومريحة، ويكون ذلك من خلال:

اختيار مواد البناء: استخدام الجدران العازلة للصوت، النوافذ ذات الزجاج المزدوج، والسجاد السميك أو الموكيت يقلل من انتقال الضوضاء.

تقسيم الفراغات بحكمة: تخصيص مساحات هادئة مثل غرف النوم أو الدراسة بعيدًا عن مصادر الضوضاء (مثل المطبخ أو غرفة المعيشة أو غرفة لعب الأطفال)، وتكون الجدران الفاصلة بينها بسماكات ومواد تخفف انتقال الأصوات إلى غرف النوم.

الأبواب والنوافذ العازلة: الأبواب الصلبة والنوافذ عالية الجودة تساعد في تقليل الأصوات الخارجية.

الأسقف الممتصة للصوت: استخدام ألواح السقف الصوتية يمنع انتشار الأصوات بين الطوابق، وعندما يتم استخدام الأسقف المستعارة فإن ذلك يؤمن فراغاً فاصلاً بين الطوابق مما يعمل على عزل الطوابق صوتياً، وتكون مثل هذه الحلول ضرورية خاصة في حالات وجود وظائف مختلفة بين الطوابق أو حالات اجتماعية مختلفة مثل شقة فيها أطفال تحتها شقة يسكنها مسنين يحتاجون للهدوء والراحة في مثل هذه الحالات يكون عزل الأرضيات حلاً مقبولا ومناسباً.

إن توفير بيئة هادئة، يقلل من الضغط النفسي الناتج عن الضوضاء، ويساعد الأفراد على النوم بشكل أفضل، مما ينعكس إيجابيًا على الحالة المزاجية، كما أنه يعمل على تحسين العلاقات العائلية، عن طريق تقليل الضوضاء مما يحد من النزاعات التي قد تحدث بسبب الإزعاج المستمر، ويؤمن مساحات خاصة لكل نشاط في العائلة منفصل، مما يضمن توازنًا صحيًا بين التفاعل والاستقلالية.

إن الجمع بين تشجيع التفاعل الاجتماعي واحترام الخصوصية الصوتية في التصميم المعماري يخلق بيئة متوازنة تُحسن جودة الحياة، فالاهتمام بهذه التفاصيل، يعطي نتائج جيدة جداً بما يخص الراحة النفسية والتواصل الفعّال.

خامساً: الاستدامة والراحة البيئية:

العمارة الخضراء وتقليل استهلاك الموارد:

للعمارة الخضراء أو المستدامة، نهج في تصميم وبناء المباني يهدف إلى تقليل التأثير البيئي السلبي وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، وتجنب المواد الضارة بالبيئة والصحة.

يتم تصميم المباني لتقليل استهلاك الطاقة من خلال عزل المبنى، واستخدام النوافذ ذات الزجاج المزدوج، وتطبيق أنظمة التدفئة والتبريد الموفرة للطاقة، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء وتوفير المياه الساخنة، كما يتم تطبيق أنظمة جمع مياه الأمطار وإعادة تدوير المياه الرمادية لتقليل استهلاك المياه العذبة.

تصمم المباني بشكل يتناسب مع المناخ المحلي، مع توفير تهوية طبيعية وإضاءة طبيعية، ويستخدم في هذا المجال الكثير من التقنيات والأفكار المعمارية مثل الأسطح الخضراء التي تعزل المبنى، وتقلل جريان المياه السطحية، وتحسن جودة الهواء، وعزل الجدران حرارياً وصوتياً بمواد صديقة للبيئة، وأنظمة الإضاءة الذكية كأجهزة الاستشعار لتعديل الإضاءة تلقائيًا حسب الحاجة، مما يقلل من استهلاك الطاقة.

البيوت الذكية وتحسين الراحة وتوفير الوقت:

البيوت الذكية هي منازل مجهزة بأنظمة تكنولوجية متقدمة تتيح التحكم في مختلف الأجهزة والأنظمة داخل المنزل عن بعد، مما يوفر الراحة ويساعد على توفير الوقت والجهد. نذكر من ميزات البيوت الذكية:

تحكم عن بعد: يمكن التحكم في الإضاءة، درجة الحرارة، الأجهزة المنزلية، ونظام الأمان من خلال تطبيق على الهاتف الذكي أو جهاز لوحي.

الأتمتة: يمكن برمجة الأجهزة للعمل بشكل تلقائي، مثل تشغيل الإضاءة عند الغسق أو ضبط درجة الحرارة قبل الوصول إلى المنزل.

الكفاءة: تساعد الأنظمة الذكية على ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، مما يقلل من الضغط الاقتصادي الناتج عن ارتفاع الاستهلاك.

الأمان: توفر أنظمة الأمن الذكية حماية أكبر للمنازل من خلال الكاميرات وأجهزة الاستشعار.

سادساً: مفهوم بيئة العلاج والتصميم العاطفي:

بيئة العلاج: تشمل الفضاء المادي والنفسي الذي يتم فيه تقديم الرعاية الصحية والعلاج النفسي، وكل العناصر المحيطة بالمرضى، مثل التصميم المعماري، الديكور، الإضاءة، الألوان، والأثاث.

تؤثر بيئة العلاج على الحالة النفسية حيث يمكن أن تخلق جوًا من الهدوء والاسترخاء، أو العكس، قد تزيد من التوتر والقلق، كما تساعد بيئة العلاج الإيجابية على تعزيز عملية الشفاء، وذلك من خلال خلق شعور بالأمان والراحة، وتقليل الشعور بالوحدة والعزلة، وقد تساعد بيئة العلاج المفتوحة والودودة على تسهيل التواصل بين المريض والمعالج، وبالتالي تحسين نتائج العلاج.

لذلك يجب أن يكون التصميم المعماري مريحًا وهادئًا، مع استخدام مواد طبيعية وألوان هادئة، يمكن استخدام الديكور لإضفاء لمسة ذات انعكاس ايجابي على بيئة العلاج، وجعلها مكانًا مريحًا ومحفزًا، أما الإضاءة فيجب أن تكون مناسبة لنوع العلاج المقدم، حيث يمكن استخدام الإضاءة الخافتة لخلق جو من الاسترخاء، والإضاءة الساطعة لزيادة اليقظة والتركيز. ولا ننسى أن للألوان تأثير كبير على الحالة النفسية، لذلك يجب اختيار الألوان بعناية لتناسب نوع العلاج المقدم، أما الأثاث فيجب أن يكون مريحًا وعمليًا، وأن يتناسب مع حجم الغرفة واستخدامها.

مثلاً: الفراغات الطبية مثل غرف الانتظار يمكن تصميمها بألوان هادئة وإضاءة خافتة، مع وجود نباتات طبيعية وأعمال فنية مريحة، لتخفيف التوتر والقلق لدى المرضى والزوار، كما يمكن تصميم مراكز التأهيل بألوان دافئة وإضاءة طبيعية، مع وجود مساحات مفتوحة ومناطق للأنشطة، لتشجيع الحركة والتفاعل الاجتماعي، أما غرف المرضى في المستشفيات يمكن تصميمها بألوان هادئة وإضاءة قابلة للتعديل، مع وجود نوافذ كبيرة تسمح بدخول الضوء الطبيعي، وتوفير إطلالات على الطبيعة........وهكذا

التصميم العاطفي: يركز على خلق تجارب عاطفية إيجابية للمستخدمين، يتم تحقيق ذلك من خلال تصميم المنتجات والخدمات والبيئات بطريقة تثير مشاعر معينة لدى المستخدمين، مثل السعادة، الرضا، والراحة.

يمكن للتصميم العاطفي أن يحسن تجربة المستخدمين للفراغات بشكل كبير، من خلال خلق بيئة مريحة أومحفزة، ويمكن أن يساعد على زيادة الالتزام كحالة الموظف في عمله والمريض في العلاج، وذلك من خلال جعله يشعر بأنه جزء من نشاطات المكان وعامل أساسي لنجاحه.

يتضمن التصميم العاطفي كلاً من جماليات البيئة باستخدام ألوان وأشكال وأنسجة جذابة، وكذلك التفاعل الذي يتيحه الفراغ للمستخدمين في المشاركة في نشاطات مختلفة، كذلك قابلية هذه البيئة للتخصيص، بحيث يمكن للمستخدمين تكييفها لتناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم.

وإن استخدام العناصر الطبيعية مثل النباتات تضيف لمسة من الحياة إلى الفضاء، وتوفر أماكن مناسبة للاسترخاء والتأمل.

مثلاً: في الأماكن العامة كالمكتبات والمعارض وأماكن الأنشطة المختلفة، يمكن استخدام الفن كأداة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، ويفيد في هذه الحالات أيضاً استخدام فراغات مرنة قابلة للتكيف مع احتياجات المستخدمين المختلفة بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، مع توفير درجة عالية من الأمان والحماية من المخاطر.

وهنا تبرز أهمية التقييم الدائم واطلاع المعماري على الدراسات والاستبيانات والاحصائيات التي تتطور بشكل مستمر مع كل تجربة محلية أو عالمية، وتكون عامل أساسي في التطوير والتحسين المستمر حسب استجابة المستخدمين وملاحظاتهم.

ولابد هنا من أن نعرج على مفهوم التصميم الحسي (Sensory Design):

فهو نهج يأخذ في الاعتبار ليس فقط الجوانب البصرية والمعمارية ولكن أيضًا كيف يتفاعل الناس مع الفضاء المعماري من خلال حواسهم المختلفة، فتأثير التصميم المعماري على الحواس الخمس للأفراد، يترك انعكاساً نفسياً عميقاً.

إن استخدام المواد التي توفر ملمسًا طبيعيًا (مثل الخشب أو الحجر) لتحفيز اللمس، والتصميمات التي تنشر رائحة طبيعية كالحدائق الداخلية أو النباتات تعمل على تحسين المزاج.

وكذلك مناسبة درجة الإضاءة التي تخلق بيئة مريحة ومحفزة أو تبعث على القلق، يختلف التاثير بحسب الأنشطة داخل كل فراغ.

التكنولوجيا الذكية في التصميم مثل الإضاءة القابلة للتعديل أو التحكم الآلي في درجات الحرارة، ومستشعرات تنظيم التهوية، تعزز الشعور أكثربالرفاهية.

تعزيز الصحة النفسية بخلق المساحات التي تحفز على التأمل، مثل الزوايا المزودة بمقاعد مريحة وإطلالات بصرية طبيعية، تقلل القلق والاكتئاب. فالعلاج بالتصميم أصبح منهجًا معترفًا به لتحسين الحالة النفسية، ويُطبق في المستشفيات والمراكز العلاجية بشكل خاص كما ذكرنا.

التفاصيل الصغيرة حتى التفاصيل التي قد تبدو غير مهمة، مثل اختيار مقابض الأبواب أو ألوان الأرضيات، تلعب دورًا في تعزيز الشعور بالراحة أو التوتر.

التركيز في أماكن العمل على الرسائل النفسية التي تبعثها بيئة العمل من خلال تصميمها الداخلي والخارجي، له تأثير مباشر على الإنتاجية والإبداع، والشركات التي تهتم بهذه التفاصيل بشكل علمي ومدروس تشهد زيادة في رضا الموظفين وكفاءتهم.

التصميم المجتمعي (Community-Oriented Design) بما يتناسب مع مستخدمي الفراغات واحتياجاتهم وأنشطتهم بحيث تتحول هذه الفراغات لبيئة جذب لهؤلاء الأشخاص ودافع قوي لمزيد من السلوكيات الايجابية، ويعزز انتماءهم و تفاعلهم مع بيئتهم الاجتماعية.

أمثلة لمباني صحية ودراسية تطبق هذين المبدأين -بيئة العلاج والتصميم العاطفي-

1. مستشفى سانت جود للأطفال في ممفيس، تينيسي:

يتميز المستشفى بتصميمه المبتكر الذي يشبه مدينة ملاهي، مع وجود ممرات ملونة، وأعمال فنية جذابة، ومساحات لعب واسعة، كان الهدف الرئيسي هو تخفيف التوتر والقلق لدى الأطفال المرضى وعائلاتهم، وتحويل تجربة العلاج إلى تجربة ممتعة قدر الإمكان، استخدم في الفراغات الداخلية والخارجية الألوان الزاهية، الإضاءة المرحة، الأعمال الفنية التفاعلية، المساحات المفتوحة، والطبيعة.

2. مستشفى كليفلاند كلينك في أوهايو:

يركز التصميم على استخدام المواد الطبيعية، مثل الخشب والحجر، وإدخال الضوء الطبيعي إلى أكبر قدر ممكن من المساحات، كان الهدف من التصميم خلق بيئة هادئة ومريحة للمرضى، وتعزيز عملية الشفاء، استخدم فيه الحدائق الداخلية، النوافذ الكبيرة، الإضاءة الطبيعية، والألوان الهادئة.

3. مركز ساندويل للأطفال في بوسطن:

يعتمد المركز على مفهوم "القرية الصحية"، حيث يتم توفير مجموعة متنوعة من الخدمات في مكان واحد، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والأنشطة الترفيهية. كان الهدف توفير بيئة داعمة للأطفال وعائلاتهم، وتسهيل عملية العلاج. استخدم المصمم المساحات المفتوحة، الألوان الزاهية، الأعمال الفنية التفاعلية، والمساحات الطبيعية.

وبشكل عام أهم ما يميز مثل هذه التجارب هو التركيز على تجربة المستخدم حيث يتم تصميم هذه المباني مع وضع احتياجات المستخدمين في الاعتبار، سواء كانوا مرضى أو زوار.

وفي عالمنا العربي الكثير من التجارب الواعدة في الأبنية الصحية مثل:

  • المستشفيات ذات التصميم البيئي: هناك العديد من المستشفيات في دول الخليج العربي التي تم تصميمها لتكون صديقة للبيئة وتوفر بيئة علاجية مريحة للمرضى. هذه المستشفيات تستخدم مواد طبيعية، وتوفر إضاءة والتهوية الطبيعية.

  • المراكز الصحية المجتمعية: تظهر العديد من المراكز الصحية المجتمعية في الدول العربية التي تركز على تقديم خدمات صحية شاملة في بيئة مريحة وداعمة.

  • الفنادق الصحية: هناك فنادق في بعض الدول العربية تقدم برامج صحية، وتستخدم تصميمات داخلية وخارجية تعزز الاسترخاء والدعم النفسي.

  • المساجد: يمكن اعتبار المساجد في العالم العربي وأماكن العبادة بشكل عام، أمثلة على المباني التي تطبق مفهوم بيئة العلاج، حيث توفر جوًا من الهدوء والسكينة وتشجع على التأمل والتفكر.

هناك الكثير من التجارب في المباني التعليمية التي تستحق التأمل والتي نجحت في كثير من الجوانب، مثل مدارس المستقبل في دول الخليج التي تعتمد على أحدث التقنيات والتصميمات المبتكرة لخلق بيئة تعليمية محفزة. هذه المدارس غالبًا ما تستخدم عناصر طبيعية، وتوفر مساحات مفتوحة، وتستخدم تقنيات الإضاءة والتهوية الطبيعية، وكذلك المشاريع التعليمية المستدامة في العالم العربي التي تركز على الاستدامة البيئية وتستخدم مواد بناء صديقة للبيئة وتقنيات الطاقة المتجددة، هذه المشاريع غالبًا ما توفر بيئة تعليمية صحية ومريحة للطلاب.

وبشكل عام فإن استخدام ألوان وإضاءة مناسبة، واستخدام مواد طبيعية في الديكور، إدخال النباتات والضوء الطبيعي إلى الفصول الدراسية. وكذلك توفير مساحات مشتركة للطلاب للتفاعل والتعاون، مثل المكتبات والمطاعم المدرسية. واستخدام التكنولوجيا بشكل إبداعي لتعزيز تجربة التعلم، بالإضافة إلى تخصيص المساحات الخاصة للطلاب للدراسة والراحة، كل ذلك يجعل من التجربة التعليمية تجربة شيقة وممتعة وتحسن من دور الأبنية التعليمية في تطوير شخصية الطلاب وتحفزهم بشكل كبير خاصة وأنهم يقضون أوقاتاً طويلة في مدارسهم، وهذا يظهر الدور الكبير للأبنية التعليمية في التحسين من جودة الحياة.

نذكر أيضاً المباني التعليمية المستوحاة من التراث المعماري مع إضافة لمسة عصرية. هذه المباني غالبًا ما تستخدم مواد بناء تقليدية، وتوفر إحساسًا بالهوية الثقافية.

فعالمنا العربي يمتلك تراثًا معماريًا غنيًا يجمع بين العناصر الطبيعية والتصاميم التقليدية التي يمكن أن تكون مصدر إلهام للتصاميم الصحية المعاصرة، خاصة وأن المنطقة العربية تواجه تحديات صحية متعددة، مثل انتشار الأمراض المزمنة، وارتفاع معدلات التوتر والإجهاد، لذا يمكن للمباني الصحية أن تساهم في تحسين الصحة العامة وتحسين نوعية الحياة. ولا يخفى على أحد النمو العمراني السريع الذي يشهده العالم العربي، مما يجعل من الضروري تصميم المباني بطريقة مستدامة وصحية.

إلا أن هناك عقبات لا شك أن لها دور كبير في محدودية مثل هذه التجارب مثل التكلفة ونقص الخبرة والمهارات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع، والعامل الأهم هو الإرادة والحاجة إلى تعديل اللوائح والقوانين لتسهيل تطبيق هذه المفاهيم.

أهم ما يجب توفيره في المدارس:

التركيز على الصحة والحالة النفسية بتوفير بيئة صحية وآمنة للطلاب، كما يجب أن يكون التصميم مرناً، بحيث تسمح التصاميم المبتكرة لهذه المدارس بتعديل الفصول الدراسية لتناسب أنشطة تعليمية مختلفة، مما يشجع على التعلم النشط والتفاعلي.

الاستدامة البيئية: لا بد أن يهتم المصمم باستخدام هذه المدارس مواد بناء صديقة للبيئة، وتقنيات الطاقة المتجددة، مما يقلل من تأثيرها البيئي السلبي، كما يجب أن تهتم هذه المدارس بالاستدامة الاجتماعية والاقتصادية.

يجب الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير الحلول والاستفادة من التجارب الواقعية، ومناسبتها للظروف المحلية، كما يجب إشراك المجتمع المحلي في عملية تصميم وبناء المدارس، لضمان تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم.

ولابد لنا هنا من ذكر ثلاثة أمثلة متميزة من الأبنية المستدامة وانعكاس مفهوم العمارة الخضراء والاستدامة على جودة الحياة في البيئة المعمارية والعمرانية:

1- مشروع "قرية القرنة" لرائد العمارة المستدامة والتراثية حسن فتحي:

تحفة معمارية مستوحاة من التراث "قرية القرنة" التي صممها المهندس المعماري المصري الشهير حسن فتحي، تجمع بين التراث المصري الأصيل والابتكار في التصميم لتوفير بيئة معيشية مستدامة ومريحة.

استوحى فتحي تصميم القرية من العمارة النوبية التقليدية، مستخدمًا الطوب اللبن كمواد بناء أساسية، ولا يخفى عن أي معماري ميزات هذا النوع من الطوب من حيث أنه مادة بيئية ومتوفرة في المنطقة إضافة إلى قدرته على عزل الحرارة والبرودة وسهولة تصنيعه....الخ.

التهوية الطبيعية صمم فتحي المنازل بحيث يتم تهويتها بشكل طبيعي، مستفيداً من تقنيات العمارة التقليدية المستخدمة قديماً، وذلك عن طريق فتحات علوية وسفلية تسمح بدخول الهواء النقي وخروج الهواء الساخن. كما تم تصميم المنازل بحيث تستفيد من ضوء الشمس الطبيعي قدر الإمكان، مما يقلل من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية.

خصص فتحي مساحات مشتركة واسعة بين المنازل، مثل الساحات والممرات، لتشجيع التفاعل الاجتماعي بين السكان.

بيئة الحياة في القرنة بيئة صحية، اذ أن المنازل المصممة من الطوب اللبن صحية مقارنة بالمنازل المصنوعة من المواد الصناعية، حيث أنها تسمح للجدران بالتنفس وتمنع تراكم الرطوبة، كما أن البيئة الطبيعية والهادئة في القرنة والتصميم المعماري الجميل، ساهم في خلق شعور بالراحة النفسية والهدوء للسكان.

تعتبر القرنة نموذجًا للقرية المستدامة، وتعكس الهوية الثقافية المصرية، وتساهم في الحفاظ على التراث المعماري المصري الأصيل.

ورغم التحديات التي واجهت القرنة من تغيرات مناخية -مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف- والنمو السكاني الذي أدى إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية والبنية التحتية، أضف إلى ذلك صعوبة الحصول على التمويل اللازم لصيانتها وتطويرها. إلا أنها تعتبر نموذجًا يحتذى به في مجال العمارة المستدامة والتراثية، وهي دليل على أن من الممكن بناء مساكن مريحة وجميلة مع الحفاظ على البيئة وتراثنا الثقافي.

2- مشروع "The Edge" في أمستردام:

مبنى Edge building in Amsterdam هو المبنى المكتبي الأكثر استدامة على وجه الأرض والحائز على تقييم BREEAM-NL مقداره 98.36% ، مبنى بقيمة صفرية في صافي استهلاك الطاقة، حيث ينتج 102% من طاقته.

يعتبر مبنى "The Edge" في أمستردام من أبرز الأمثلة على المباني الذكية والمستدامة في العالم، تم تصميم المبنى ليكون صديقًا للبيئة وكفاءة في استخدام الطاقة، ويضم العديد من الميزات الذكية مثل:

الإضاءة الذكية: تكيف الإضاءة تلقائيًا مع الوقت من اليوم ومع حركة الأشخاص وحالة الطقس.

نظام التهوية الذكي: يضمن تدوير الهواء النقي باستمرار وتحسين جودة الهواء الداخلي، مما وفر هواءًا نقيًا ومريحًا.

أجهزة الاستشعارالذكية: تراقب جودة الهواء والرطوبة ودرجة الحرارة وتعدل الأنظمة تلقائيًا.

التواصل الذكي: يمكن للموظفين حجز غرف الاجتماعات وتنظيم الاجتماعات عبر تطبيق على الهاتف الذكي، مما يتيح للموظفين التحكم في بيئة العمل من خلال هواتفهم الذكية.

حقق المبنى توفيرًا كبيرًا في استهلاك الطاقة مقارنة بالمباني العادية، وأظهر الموظفون زيادة في الإنتاجية والرضا الوظيفي، كما ساهم المبنى في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير.

جمع المبنى بتصميمه الفريد بين الأناقة والوظيفة، واستخدم فيه مواد طبيعية مثل الخشب والزجاج، واعتمد على التقنيات الذكية، واستخدم الطاقة الشمسية وآلية جمع الأمطار.

يوفر المبنى مساحات عمل متنوعة تلبي احتياجات مختلف الموظفين، من مساحات مفتوحة للتواصل إلى غرف اجتماعات خاصة، ويركز التصميم على رفاهية الموظفين من خلال توفير مساحات للاسترخاء وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى مطاعم ومقاهي.

ورغم ارتفاع كلفة التنفيذ والتشغيل والصيانة التي يحتاجها مثل هذه الأبنية، إلا أنه يعتبر المبنى نموذجًا يحتذى به في مجال البناء المستدام والبيوت الذكية، كما ألهم المبنى العديد من الشركات والمؤسسات لتبني ممارسات بناء مستدامة.

3- مدينة مصدر -دولة الإمارات العربية المتحدة-:

تعتبر مدينة مصدرMasdar City in Abu Dhabi في أبوظبي واحدة من أبرز الأمثلة على المشاريع العمرانية المستدامة في المنطقة العربية. تم تصميم المدينة لتكون نموذجًا للمدينة المستدامة التي تعتمد على الطاقة المتجددة والتقنيات الذكية.

أهم الميزات التي تميز مدينة مصدر:

الاعتماد على الطاقة الشمسية: فالطاقة الشمسية هي المصدر الرئيسي للطاقة في المدينة، حيث تم تغطية المباني بألواح شمسية لتوليد الكهرباء.

نظام تبريد مبتكر: يتم استخدام نظام تبريد مركزي يعمل على تبريد الهواء الجوي قبل دخوله للمباني، مما يقلل من الحاجة إلى أجهزة التكييف التقليدية.

نقل مستدام: تشجع المدينة على استخدام وسائل النقل المستدامة مثل الدراجات الكهربائية والحافلات الكهربائية.

البناء المستدام: يتم استخدام مواد بناء صديقة للبيئة في جميع المباني، وتصميم المباني بحيث تسمح بتهوية طبيعية وإضاءة طبيعية.

البحث والتطوير: تستضيف المدينة مركزًا للبحوث والتطوير يركز على تطوير تقنيات جديدة في مجال الاستدامة.

تعتبر مدينة مصدر نموذجًا يحتذى به في المنطقة العربية في مجال الاستدامة والتنمية المستدامة، كما أنها تجذب الاستثمارات الكبيرة من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة، كما كان لها دور في رفع الوعي بأهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة.

أبرزت مدينة مصدر أهمية التخطيط الشامل للمشاريع العمرانية المستدامة بشكل شامل، مع مراعاة جميع الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية، كما لعبت التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تحقيق الاستدامة، حيث تساعد في تحسين كفاءة استخدام الطاقة والموارد، كما أثبت المشروع ضرورة وجود تعاون وثيق بين القطاع العام والخاص لتحقيق مشاريع بهذا الحجم والطموح.

الجدير بالذكر أن مدينة مصدر لا تزال قيد التطوير، وهناك العديد من المشاريع الأخرى التي يتم تنفيذها في المنطقة، كما أن المشروع واجه بعض التحديات، مثل ارتفاع التكاليف والتحديات المناخية، ولكن تم التغلب على العديد منها بفضل التخطيط الجيد والابتكار.

نذكر أبنية أخرى في نفس السياق:

مبنى One Central Park سيدني-أستراليا-:

يحتوي المبنى على مركز تجاري وبرجين سكنيين.. وقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية في مجال الإستدامة والتوفير في استخدام الطاقة، يشتهر هذا المبنى متعدد الاستخدامات بحدائقه العمودية، ويمزج بين الهندسة المعمارية والخضرة لتحسين الحياة الحضرية. ويضم أكثر من 250 نوعًا من النباتات ويستخدم أنظمة متجددة مثل حصاد المياه والألواح الشمسية، يدمج التصميم الجمال مع الاستدامة، مما يحسن جودة الهواء ويخلق واحة حضرية هادئة.

مبنى PARKROYAL Collection Pickering سنغافورة:

يتضمن هذا الفندق "حدائق سماوية" في جميع أنحاء واجهته، مما يقلل من تأثير جزيرة الحرارة الحضرية ويعزز المشهد الحضري. يتم جمع مياه الأمطار للري، وتعمل حدائق النباتات المحلية على تحسين التنوع البيولوجي مع تعزيز الشعور بالهدوء والاتصال بالطبيعة.

أخيراً يمكننا أن نقول:

أن التصميم المعماري ليس مجرد وسيلة لبناء المنازل أو المكاتب وظيفياً وجمالياً فحسب، بل هو عامل رئيسي يمكنه تحسين جودة حياتنا بشكل كبير على كافة الصعد.

وسواء كنت معمارياً تعمل على تصميم جديد أو غير متخصص تريد تحسين مساحتك الحالية، تذكر أن التفاصيل الصغيرة يمكنها أن تحدث فارقًا كبيرًا في جودة حياتك.

وأختم بمقولة شهيرة لشيخ المعماريين حسن فتحي: " كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمداً".

نشكر متابعتكم  Construct vision team

تأثير التصميم المعماري على الجوانب المختلفة لجودة الحياة

لقطة داخلية لمشفى سانت جود
لقطة داخلية لمشفى سانت جود
لقطة خارجية لمشفى سانت جود
لقطة خارجية لمشفى سانت جود
مشفى كليفلاند كلينك
مشفى كليفلاند كلينك
مشفى كليفلاند كلينك
مشفى كليفلاند كلينك
القرية الصحية في بوسطن
القرية الصحية في بوسطن
لقطة في قرية القرنة بعد عمليات الترميم
لقطة في قرية القرنة بعد عمليات الترميم
لقطة في قرية القرنة - حسن فتحي
لقطة في قرية القرنة - حسن فتحي
مبنى ذا ايدج في امستردام - لقطة داخلية
مبنى ذا ايدج في امستردام - لقطة داخلية
مبنى ذا ايدج -امستردام
مبنى ذا ايدج -امستردام
مدينة مصدر -مثال عن المدينة المستدامة الحديثة
مدينة مصدر -مثال عن المدينة المستدامة الحديثة
مدينة مصدر -مثال عن المدينة المستدامة الحديثة
مدينة مصدر -مثال عن المدينة المستدامة الحديثة
سنترال بارك -استراليا
سنترال بارك -استراليا
سنترال بارك - استراليا
سنترال بارك - استراليا
مجموعة باركرويال - سينغافورة
مجموعة باركرويال - سينغافورة
مجموعة باركرويال - سينغافورة
مجموعة باركرويال - سينغافورة

Subscribe to our newsletters

Share our post